احياناً نشعر بسوء المزاج ، الحزن ، الإحباط ، اليأس ، المعاناة النفسية بكافة اشكالها ولا نعرف مصدرها ، على الرغم من اننا اذا تابعنا افكارنا و ما يدور بداخلنا جيداً ، سنستطيع وقتها معرفة السبب بسهولة ، و بالطبع ، فإذا عرفت مصدرها فسيوفر ذلك عليك الكثير من الجهد و الوقت لحل هذه المشكلات ، و لذلك ، إليك أسباب خفية تسبب ألمك و معاناتك النفسية
اولاً : انت تكترث
" إنَّك تكْترِث لكلّ شيْء وهَذا ما يَجعَلك أتعَس النَّاس " فيودور دوستويفسكي
الاكتراث لما يعتقده الناس عنك ، الاكتراث للمشاكل التي تحدث حولك و انت ليس لك دخل بها ، الاكتراث للحوادث و المشاكل التي تحدث في بلدك و ربما فى بلاد اخرى قد تبعد عنك بالاف الكيلومترات ، تحليل كل ما يحدث حولك...توقف عن ذلك ، كل هذه الاشياء تسبب ألمك النفسي ، لن يفيدك الاكتراث سوى انه يجعل مزاجك اسوأ
ما الحل : تعلم فن اللامبالاة ، الا تبالي بالأشياء التي تعرف ان مبالاتك بها تزيد حالتك النفسية سوءاً
لذا اذا اردت ان تجعل حياتك النفسية افضل ، فإتبع القاعدة الأولى : لا تكترث لكل شئ يحدث حولك
ثانياً : انت تفكر كثيراً
التفكير نعمة ، أليس كذلك ؟ هذا صحيح ، و لكن الافراط في التفكير- في الماضي او في المستقبل_ قد يحول حياتك الى جحيم !
المشكلة ليست في اننا نفكر كثيراً ، بل في ان ٩٠% على الاقل من هذه الافكار تكون سلبية ، فمثلاً نفكر فيما قد يحدث مستقبلاً و نتخيل سيناريوهات كارثية قد لا تكون لها أي علاقة بالواقع
قد تظن ان هذه النقطة ليست لها علاقة بالنقطة السابقة ، و لكن في الحقيقة ، فإن لهما علاقة كبيرة ببعض ، فأنت لا تفكر كثيراً إلا اذا كنت مكترثاً ، فمثلا اذا كنت تكترث لما سيقوله الناس عنك بعد خطابك غداً ، فوقتها ستفكر كثيرا فيما قد يقوله عنك الناس و هذا سيسبب لك القلق و التوتر و الذي من علاماته التعرق و زيادة ضربات القلب ، ايضاً اذا كنت مهتم بالحصول على درجة جيدة في امتحانك غذاً ، فإنك ستفكر في الامتحان كثيرا ( و قد لا تستطيع النوم من كثرة الأفكار ) و بالتالي يسبب لك القلق و التوتر و هكذا ، لذا بإمكاننا تلخيص المعادلة كالتالي :
انت تكترث 👈 فتفكر كثيرا 👈 فتقلق و تتوتر
لذا فالسبب الجذري في قلقك و توترك هو اكتراثك ثم تفكيرك الكثير ، فمثلا اذا كنت لست مكترثاً لما يقوله الناس عنك ، فهل ستفكر كثيرا فيما سيقولونه عنك ؟ كلا
لذا اذا اردت التخلص من القلق و التوتر فمعك حتى الآن مفتاحين : لا تكترث ، لا تفكر كثيراً
بعض الأفكار و الحلول :
- لكي تتخلص من كثرة التفكير و القلق بشأن المستقبل ، فعليك ان تتعلم أن تعيش اللحظة " الآن " ، كيف ذلك ؟ بإمكانك قراءة كتاب " قوة الآن " للرائع ايكهارت تول ، و لكن هذا الكاتب يستخدم ألفاظ صعبة بعض الشئ ، لذا فالحل الأفضل هو ان تشاهد تلخيص الكتاب على يوتيوب ، اليك التلخيص بالأعلى
- هناك فكرة أخرى فعالة جداً ايضاً عن تجربة ، و هي كثرة الحركة ، مثلا المشي السريع ، الجري ، ركوب الدراجات أو اي شئ يجعلك تتحرك كثيراً ، اذا جربت ذلك ، فستكتشف انك تعيش اللحظة حقاً ، أي انك ستركز على الخطوات التي تمشيها " الآن " ، لذا فلن يكون لديك الوقت للتفكير في المستقبل ، بل قد تتحول افكارك لأفكار ابداعية في هذه اللحظات ، لا تصدقني ؟ عليك بالتجربة ! ، هذا طبعاً بخلاف الفوائد الصحية المذهلة التي ستسببها لك الأشياء السابق ذكرها
- غالباً انك تفكر كثيراً حينما تكون صامتاً ولا تتحدث كثيرا ، و بالتالي اذا اردت التخلص من كثرة التفكير ، فبإمكانك التحدث مع أي شخص ، بإمكانك ايضاً التحدث مع اصدقائك التافهين ، الذين من شدة تفاهتهم يفقدونك القدرة عن التفكير :) ، سيكون ذلك جيداً ايضاً
- قوة ايمانك قد يكون لها دور في تحررك من كثرة التفكير و القلق ، فحينما تكون مؤمناً بأن الله يعينك و أن كل ما يحدث يحدث للخير و أن الله كتب لك الخير ، فلا شئ سيجعلك تقلق اذاً
ثالثاً : انت تراقب من حولك و تقارن نفسك بهم
" انظر ! ، ان هؤلاء يتحدثون و يضحكون ، و هؤلاء الاخرين ايضاً ، انهم اكثر سعادة مني !"
مقارنتك مع الاخرين من اكبر اسباب التعاسة ، لأنك لا تعرفهم حقاً ولا تعرف ظروفهم ، فهؤلاء الذين تراهم سعداء امامك لا تعرف ما هو شعورهم حقاً حينما يعودون الى المنزل ، و هؤلاء الناجحون في شئ معين انت لا تعرف انهم فاشلون في اشياء اخرى ، انك تقارن نقاط ضعفك بنقاط قوتهم ، و هذا ليس عدل ابداً....
الملخص
اذا اردت ان تكون فى حالة نفسية جيدة ، فإتبع الثلاث قواعد التالية : لا تكترث ، لا تفكر كثيراً ، لا تقارن نفسك بالآخرين